الكلدواشور - السريان - مجلس الاقليات العراقية

اخر الأخبار

الكلدواشور - السريان

 

شعب وريث لكبريات الحضارات في العالم وهم سليلوا حضارة بابل واشور وموطنهم الاصلي بلاد النهرين ويسمى بالارامية-السريانية (اثرا دبيث نهرين) لغتهم الام هي السريانية وقاعدتها العريضة والاصلية هي الارامية التي مازال يتحدث بها اكثر من مليون مواطن في العراق ومثلهم في ايران وسوريا وتركيا ولبنان وغيرها من بلدان المهجر وقسم غير قليل منهم يتقنها قراءة وكتابة.


وقد كانت هذه اللغة  تكاد تكون محصورة بعض الشيء في نطاق الطقوس الكنسية لغاية العقد الاخير من القرن الماضي حيث تسنت فرصة التعليم بها في مدارس محافظات دهوك واربيل وفي السنوات الاخيرة بعد انتهاء الدكتاتورية توسعت سبل وفرص التعليم بها حيث تجري الان الاستعدادات كي يشمل التعليم بها مناطق يقطنها الكلدواشورين- السريان في عموم قصبات محافظة نينوى وقراها وفي كركوك وبغداد.


ينتمي الكلدواشورين - السريان الى امة واحدة بالرغم من تعدد التسميات التي اطلقت عليهم من سريان- وكلدان –واثورين –واخيرا الكلدواشورين- السريان وهي تسميات صحيحة لشعب واحد عرف بتميزه من حيث عمق التاريخ النهريني وحضارته وتراثه ولغته التي تشكل المقومات الاساسية لاي قوم حي.


يعيش الكلدواشورين- السريان في مواطنهم الاصلية (العراق –سوريا – تركيا – ايران – لبنان)  في ظل ظروف سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية متباينة الا ان وضعهم العام ياخذ ابعادا ومسارات تتفاوت نسبيا من بلد الى اخر لكنها تتمحور جميعا حول العراق البلد الام الذي هو بحق مركز ثقلهم التاريخي الحضاري والثقافي والسكاني.


يبلغ تعداد الكلدواشورين- السريان العراقيين اكثر من مليون ونصف المليون مواطن وفي سوريا مايزيد عن نصف مليون نسمة اما في ايران وتركيا فقد يصل تعدادهم الى خمسة وسبعون الف نسمة كما يتوزع الكلدواشورين- السريان في بلدان المهجر ويبلغ عددهم في الولايات المتحدة الامريكية اكثر من 300الف نسمة ونيوزيلاندة واستراليا 50 الفا ,اما في دول اوربا  وامريكا الجنوبية فيزيد عن 300 الف نسمة وهناك مايقارب ضعف الرقم في بقية بلدان العالم.


يقطن الكلدواشورين- السريان في العراق بشكل كبير في بغداد ويبلغ عددهم فيها لوحدها اكثر من نصف مليون نسمة ,وفي الموصل يتركزون بشكل متجانس في الاقضية والنواحي والقرى الواقعة في سهل نينوى مثل :بخديدا (قرة قوش) وبرطلة وكرمليس (كرملش) وبعشيقة وتلكيف والشيخان وتللسقف والقوش وباطنايا وغيرها ,كما تضم محافظة دهوك وتوابعها مناطق مثل :صبنا ومانكيش وزاخو وبرواري بالا وسميل وسهل سليفاني فيما يتركزون في محافظة اربيل وتوابعها في قصبات مثل عين كاوة وشقلاوة وديانا كما لهم تواجد ايضا في كل من السليمانية وكركوك وتوابعهما وكذلك في محافظة بابل وديالى والرمادي والبصرة وغيرها من المحافظات العراقية.


يتقاسم الكلدواشورين- السريان الارض والمصير في اكثرية مدن ونواحي المنطقة الشمالية مع الايزديين والكورد والشبك والعرب وبعض الاقليات الاخرى في المنطقة ولم يبخل الكلدواشورين- السريان بدمائهم في الدفاع عن حقوقهم في الارض والمنطقة عندما تعرضت الى ظروف عصيبة او اعتداء وكان لهم فيها شهداء وابطال.


بدا الكلدواشورين- السريان في مطلع القرن الماضي بالمطالبة بحقوقهم القومية الانسانية المشروعة في العراق والتي تتمحور بالاعتراف الدستوري بهويتهم الثقافية والدينية ووجودهم القومي ضمن اطار الوحدة والسيادة الوطنية واحترام خصوصيتهم القومية التي تميزهم عن بقية القوميات الاخرى في العراق بعد ان كانو يعاملون كمواطنين من الدرجة الرابعة او مادونها وقد ان الاوان كي ينظر اليهم مواطنين اصليين لهم مالغيرهم من حقوق وعليهم ما على غيرهم من واجبات .


تواصلت السلطات المتعاقبة على العراق بممارسة سياسات شوفينية وعنصرية ضدهم وأزدادت وتائرها في عهد النظام الدكتاتوري البائد فعلى سبيل المثال لا الحصر، قام النظام السابق بتدمير عشرات الكنائس والأديرة التي يعود تاريخها الى القرون الأولى للمسيحية في شمال العراق قبل وخلال وبعد عمليات الأنفال سيئة الصيت عام 1988، الى جانب تدمير أكثر من 200 قرية وقتل وتهجير سكانها الكلدوأشوريين – السريان واسكانهم قسريا في مجمعات مع مارافق ذلك من عمليات اعدام وإغتيال رجال الدين المسيحيين والتدخل في شؤون الكنائس.


ولعل مذبحة قرية صورية في سهل سليفاني والتابعة لمحافظة دهوك أبرز مثال للقتل الجماعي ضد الكلدوأشوريين – السريان، حيث تم جمع العشرات من ابناء القرية رجالاً ونساءا، شيوخا وأطفالاً في حقل وبضمنهم كاهن القرية وتم فتح النار عليهم وإبادتهم جميعاً ليضافوا الى ضحايا مذبحة سميل 1933 التي راح ضحيتها أكثر من ثلاثة ألاف شخص.


إن الكلدوأشوريين – السريان يحدوهم الأمل اليوم في ظل توفر أجواء الديمقراطية وحقوق الإنسان بالتعايش بشكل طبيعي مع جميع شرائح وفئات وطوائف وقوميات الشعب العراقي بالرغم من الإختلاف الديني والقومي، والتفاعل بشكل إيجابي للتأسيس لعراق ديمقراطي فيدرالي تعددي متطور ومزدهر يحترم فيه القانون وتسوده المساواة والعدالة وتضمن فيه حقوق جميع مكوناته دون تمييز في العرق أو الدين أو القومية أو اللغة.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق